تستمر أزمة القنابل العنقوديّة التي يعاني منها اللبنانيون منذ حرب تموز، وكان آخرها عندما سقط المواطن محمد حسين غانم في بلدة المنصوري الجنوبيّة بسبب قنبلة عنقودية اسرائيلية انفجرت به اثناء عمله في برك رأس العين في صور، وهو ينضم الى قافلة ضحايا القنابل العنقودية الاسرائيلية، والذين بلغوا 58 شهيدا رغم عمليات التنظيف للاراضي والبقع المزروعة بالقنابل العنقودية، والتي مددها المركز اللبناني لنزع الالغام التابع للجيش اللبناني المعني بهذه العملية الى العام 2020 بسبب قلة التمويل للدول المانحة لهذه".
رغم مرور 13 سنة، لم يبق من الجمعيّات التي تتولى التنقيب عن القنابل في الجنوب الا 6، 4 منها دولية و2 محليتان وبقي خطر القنابل يؤرق المزارعين والرعاة والمواطنين، ويقف عائقا امام التنمية الزراعية في الجنوب. وتؤكد احصائيّة رسميّة لبنانيّة أنه تم تنظيف 70 بالمئة من الاراضي الملوّثة بتلك القنابل، وبقي 30 بالمئة، وهي نسبة لا يستهان بها اذ ان التنقيب عنها بات صعبا للغاية، نظرا للعوامل الطبيعيّة من امطار وتراب طمرت القنابل وصار البحث عنها اصعب ويستغرق وقتا اطول، ويبقى المزارع هو الذي يتأثر بالخطر اكثر من غيره، خصوصا وان الـ400 مصاب بهذه القنابل هم من المزارعين والرعاة.
وأوضح نائب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان ورئيس اتحادات ونقابات مزارعي التبغ في لبنان حسن فقيه، في حديث مع "النشرة"، أن "إلقاء العدو الاسرائيلي اكثر من 6 ملايين قنبلة عنقوديّة عشيّة وقف العدوان على لبنان، هو بمثابة اعتداء دائم على بلدنا ومستمر الى الامام بعشرات السنين، وهو ان دلّ على شيء انما يدل على النوايا الاسرائيليّة العدوانيّة ضد كل ما هو حيّ في لبنان".
ورأى فقيه أن "امكانات المنظمات المحليّة والدوليّة التي كانت متوفرة منذ 13 سنة، تقلصت اليوم وهو ما يعيق عمليات البحث والتفتيش عن القنابل العنقوديّة"، مشيرا إلى أن "جرحى هذا العدوان بترت ايديهم او اقدامهم او فقدوا نظرهم وهم يعتبرون شهداء احياء بحاجة للمعالجة والاهتمام بشكل دائم بشكل رسمي، ما يرتب أعباء ماليّة كبيرة على الدولة".
ولفت فقيه الى ان "مزارعي التبغ تعطّلت حقولهم والاف الأراضي توقفوا عن زراعتها، ومن هنا نرفع صرخة للمجتمع الدولي لتقديم شكوى قانونيّة وجزائيّة على اسرائيل التي مارست العدوان، وزيادة الطواقم المعنيّة بنزع القنابل، موضحًا أن الجيش اللبناني يبذل جهودا كبيرة ولكن الامكانات بسيطة والاراضي الملوثة بالقنابل الاسرائيلية كبيرة".
في المحصّلة، يعاني الجنوبيون اليوم من أزمة القنابل العنقودية، والتي باتت بحاجة إلى حلّ جذري لحماية الفلاحين والمزارعين من أيّ أذى قد تسبّبه فهل من مجيب؟!.